• ×

06:32 مساءً , الأربعاء 29 شوال 1445 / 8 مايو 2024

#بقلم : بدر بن فهد البليهد

قانون جاستا

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
مراسل الصحيفه قانون جاستا

خطط الغرب لزعزعة البلاد العربية بهدف تقسيم المقسم عن طريق تأجيج الطائفية وتأليب الشعب على بعضه ونجح في أغلبها فتقاتلت شعوب وأريقت دماء وسقطت أنظمة.
أعظم مكاسب الغرب من هذه الزعزعات هي أن جميع الدول العربية لها ايداعات واستثمارات في الأنظمة المالية الغربية بتريليونات الدولارات. وعندما سقطت الأنظمة العربية وانتهت ككيانات قانونية بقيت أموالها المودعة في بنوك الغرب لتشكل شرايين أساسية تضخ السيولة في مختلف الأنشطة المالية والصناعية والخدمية. ويكاد يستحيل استرجاع الأموال العربية في الدول التي عانت من الزعزعة وحتى القليل المكشوف عنه يحتاج استرجاعه لمعارك قانونية تبدأ ولا تنتهي. فعلى سبيل المثال لنا أن نسأل: من يمتلك حق المطالبة بالأموال الليبية في ظل الإستقطابات الليبية المتعددة!

ولكن المملكة العربية السعودية ظلت عصية على الخطط الغربية بسبب التفاف شعبها حول قيادته فبقيت شامخة تتمتع بسيادتها على أرضها وثرواتها. ان اقرار الولايات المتحدة قانون محاسبة رعاة الإرهاب (جاستا) هو محاولة أخرى للإستيلاء على اموال الدول العربية التي استعصت على الزعزعات بدوافع الطمع والجشع السافر الذي أعماهم عن النتائج الكارثية لإقرار القانون على الولايات المتحدة قبل غيرها: لأن هذا القانون ببساطة يبعث أوضح رسالة للجماعات الإرهابية بحصول الشقاق والخلاف بين الدول المتحالفة للقضاء على الإرهاب. فما الذي يتمناه الإرهابيون أكثر من ذلك؟

يعرف كل مواطن سعودي أن حكومة المملكة العربية السعودية تشن حربا ضارية مستمرة بلا هوادة ضد الإرهاب حتى قبل هجمات نيويورك كما تعرف ذلك القيادات السياسية والعسكرية الأمريكية وكاد وطننا في معركته ضد الإرهاب أن يفقد أحد أصلب مقاتليه وهو الأمير محمد بن نايف نفسه –حفظه الله من كل سوء-
وحتى لو صدقنا -جدلا- بعض الإتهامات بوجود أخطاء أثناء هذه المعارك فلا يخفى أننا في كثير منها كنا نقاتل في خندق واحد وبالتالي فإن أي مسئولية ستطال الجنود الأمريكان وقياداتهم قبل أن تطالنا والقيادة السياسية الأمريكية تعرف ذلك تمام المعرفة ولذلك هاجمت القانون وسعت لإبطاله.
ان العلاقة الاستراتيجية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة هي خيار أساسي ولكنه ليس خيارنا الوحيد خاصة في ظل فشل متلاحق لسياسات الولايات المتحدة في عدة ملفات بالمنطقة العربية.

بقلم : بدر بن فهد البليهد

بواسطة : admin
 0  0  2.3K

سحابة الكلمات الدلالية

التعليقات ( 0 )