• ×

07:19 صباحًا , الأربعاء 6 ربيع الثاني 1446 / 9 أكتوبر 2024

فهد بن سعدون الخالدي

عمار يادار العرب

فهد بن سعدون الخالدي

 0  0  2279
زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الذين لا يعرفون مكانة المملكة في قلوب العرب والمسلمين، ولا يعرفون الحكمة والاتزان والوسطية التي ميزت سياستها على الدوام، لا يستطيعون أن يفهموا كيف تكيل المملكة الضربات للمتمردين والانقلابيين في اليمن ثم تحتضن اليمنيين جميعاً، بل إنها لا تستثني حتى المتمردين من الدعوة لحضور الحوار الذي دعت إليه كافة القوى اليمنية الفاعلة بهدف الوصول إلى الخروج باليمن الشقيق من محنته الراهنة شرط أن يلتزموا بقرارات مجلس الأمن التي أصبحت شروطاً دولية واجبة التنفيذ لتحقيق أي تسوية سياسية للأحداث الجارية في اليمن الشقيق.

لكن الذين ينظرون بموضوعية وحيادية إلى مواقف المملكة في الحالتين سواء حالة التدخل العسكري بناءً على دعوة الرئيس والحكومة الشرعية في اليمن أم في احتضان الحوار اليمني اليمني سوف يعرفون بالتأكيد حقيقة المملكة ونواياها ومقاصدها التي لا تتضمن أبداً أية أطماع أو مكاسب غير أن يعيش اليمن مستقراً ويعيش أبناؤه في أمان، لا سيما إذا أخذنا بالاعتبار ما حرصت عليه المملكة على الدوام من تمويل مشاريع الإعمار والبنى التحتية في اليمن الشقيق بما في ذلك الطرق والمطارات والمدارس والمستشفيات في الوقت الذي لم يأت غيرها لليمن الذي كان سعيداً إلا بأسباب الدمار والاختلاف والقتال.

وإذا كانت المملكة من موقع مسؤوليتها الشرعية والعربية تتصدى لحماية اليمن الشقيق بما يخطط له الطامعون فيه، فقد تعود العالم كافة والبلاد العربية والإسلامية مثل هذه المواقف من المملكة سواء في حل المشكلة اللبنانية من خلال عقد مؤتمر الطائف أو محاولاتها المتعددة لحل الخلافات بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس التي أسفرت عن اتفاق مكة الذي كان عدم تنفيذ بنوده سبباً في استمرار الخلاف الفلسطيني حتى الآن مع أن أصوات عديدة عادت لتعلن من جديد أن العودة لتنفيذ شروطه هي السبيل الوحيد لوقف تداعيات الخلاف بين الاخوة.

ومما يبعث على الاطمئنان بالنسبة للحوار اليمني اليمني استجابة معظم القوى السياسية اليمنية لدعوة المملكة وإعلانها العزم على تلبية الدعوة للمشاركة فيه ومنها قيادات الصف الأول في المؤتمر الشعبي الذي يرأسه الرئيس المخلوع (ناكر الجميل) الذي تنكر لكل ما قدمته المملكة له من إمكانيات وما وفرته له من عناية سواء بالعلاج أو بإيجاد مخرج له من خلال المبادرة الخليجية ومنحه الحصانة التي تضمن عدم مساءلته عما اقترفه، ولم يكن مقصد المملكة والأطراف التي شاركت في المبادرة سواء كانت دولية أو إقليمية إلاّ الوصول إلى مخرج من وقوع اليمن فيما خطط له وهو ما يجري تنفيذه هذه الأيام.

إن إجماع القوى اليمنية وفي مقدمتها الرئيس والحكومة الشرعية والأحزاب الرئيسة بما فيها المؤتمر الشعبي العام والإصلاح والحراك الجنوبي وكذلك شيوخ القبائل؛ على الاستجابة إلى اللقاء في حضن الرياض الدافئ، وتقديرهم لمواقف المملكة ودول الخليج، وامتنانهم «لعاصفة الحزم» و «إعادة الأمل»، وتقديرهم لمواقف المملكة وتضحياتها، يؤكد صواب الموقف السعودي وحكمته سواء، وهو يدعو إلى الحوار والتفاهم وحل المشكلات بالطرق السلمية أو حينما يواجه الإرهاب والانقلاب بالقوة التي يفهمها من يلجأون إلى مثل هذه الأساليب من تجار الحروب والباحثين عن الزعامة على حساب أرواح أبناء شعوبهم وأمن أوطانهم.. كما يؤكد أن الرياض ستظل كما كانت دائماً دار العرب وحضنهم الدافئ وحصنهم الأمين.. عمار يا دار العرب.

التعليقات ( 0 )