• ×

08:05 مساءً , الجمعة 17 شوال 1445 / 26 أبريل 2024

فهد بن سعدون الخالدي

فهد الخالدي / «اختبارات هيئة تقويم التعليم».. الشرقية تتميز

فهد بن سعدون الخالدي

 0  0  2.5K
زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
لا يمكن لمتابع منصف للتعليم في المملكة، حتى وإن كان له العديد من الملاحظات على أداء المؤسسات التعليمية وكوادرها ومناهجها وعملياتها، إلا أن يلاحظ أيضًا أن هناك محاولات جادة وجهودا مخلصة تبذل لإصلاح التعليم وتطويره وتوفير الأسباب المادية والمعنوية لذلك، مدعومة برعاية ولاة الأمر وحرصهم وتوجهاتهم المستمرة في هذا السبيل. وما التغيرات المتتابعة في الفترة الأخيرة في القيادات التربوية العليا بما في ذلك منصب وزير التعليم نفسه، إلا واحد من الشواهد العديدة على إدراك واضح لحال التعليم وأهميته في عملية التنمية الشاملة وضرورة إصلاحه وتطويره؛ كون ذلك هو المدخل الصحيح لإصلاح كافة مجالات العمل والإنتاج وتعظيم المنجزات في سائر المجالات.

ولعل إنشاء هيئة تقويم التعليم، هو واحد من أهم القرارات بل والأعمال التي اتخذت لتحقيق ما نتطلع إليه جميعًا باعتبار التقويم وسيلة لمعرفة الواقع وتحليله وتحديد الفجوة بين ما هو كائن وما ينبغي أن يكون، وهو وإن كان عملية مهمة في كل مجالات الأعمال، إلا أنه في التعليم وعملياته ومخرجاته أكثر ضرورة وأهمية، لا سيما وأن عمل الهيئة يشمل كافة مدخلات التعليم ومخرجاته من كوادر بشرية إدارية وتعليمية ومناهج واستراتيجيات تدريسية وأساليب وأدوات التقويم، وصولاً إلى تقويم المخرجات؛ وتوظيف ذلك كله في تحديد التغذية الراجعة وإعادة النظر حيث ينبغي ذلك سواء في المدخلات أو العمليات أو أساليب التقويم والمخرجات، وتوفير المعلومات الضرورية لاتخاذ قرارات التحسين والإصلاح والتطوير.

ولقد كان من باكورة أعمال الهيئة العام الماضي اختبارات تقويم التعليم العام في مادتي الرياضيات والعلوم للصفين الثالث والسادس الابتدائيين والتي أظهرت أن 43% من طلاب الصف الثالث فشلوا في الوصول إلى معيار الحد الأدنى الوطني في مادة الرياضيات، كما أظهرت النتائج أن المهارات التي يتقنها هؤلاء الطلاب لم تتجاوز المهارات التي ينبغي أن يتقنها طلاب الصف الثاني الابتدائي، والأخطر من ذلك أن نتائج طلاب الصف السادس -حسب الهيئة- لم تسجل فرقًا في نفس المادة، كما لاحظت الهيئة أيضًا ضعف شريحة كبرى من الطلاب في القراءة، وهي نتائج لا بد أن تثير قلق من يهمهم أمر التعليم والمتعلمين من المسؤولين والآباء والمعلمين والتربويين؛ إن هدف الهيئة من إعلان هذه النتائج كما هو معروف هو استثمارها في تحسين جودة التعليم واتخاذ كل الجهات ذات الصلة القرارات والإجراءات التي تحقق هذه الغاية والتي حرصت هيئة تقويم التعليم على تقديم هذه البيانات لها وإشراكها في وضع العبارات والأسئلة.

وإذا علمنا أن من الأهداف الإستراتيجية هو الارتقاء بترتيب التعليم في المملكة لتكون من بين الدول الخمس والعشرين الأولى في مجال التعليم بحلول عام (2025م) -إن شاء الله-، ومن خلال متابعة مشاريع الهيئة وبرامجها فإنه يمكن القول بكل ثقة إنها تسير في الطريق الصحيح وتنشط في كافة المجالات ومن ذلك الانتهاء من وضع معايير رخصة المعلم، والتي ستصدر أولاها -إن شاء الله- حسب مصادر الهيئة مع بداية العام الدراسي القادم، وكذلك إجراء الهيئة هذا العام الاختبارات التحريرية في اللغة العربية للصفوف الابتدائية من الثالث إلى السادس والاختبار التجريبي للرياضيات على طلاب الصف الثالث متوسط..

نقطة ضوء

أظهرت النتائج التي أعلنت عنها الهيئة حصول المنطقة الشرقية ومنطقة الباحة على النسبة الأكبر في التميز، وهو أمر يستدعي الإشادة بجهود الأسرة التعليمية في المنطقة وقياداتها، والتأكيد في نفس الوقت على العمل على المحافظة على هذا والتصميم على تحقيق المزيد.

التعليقات ( 0 )