• ×

01:33 صباحًا , الأربعاء 22 شوال 1445 / 1 مايو 2024

كلمة الدكتور / خالد الطويان ، الأمين العام للهيئة الإسلامية العالمية للمحامين.

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
بدر بن دهام  كلمة الدكتور / خالد الطويان ، الأمين العام للهيئة الإسلامية العالمية للمحامين.
The Speech of Dr. Khaled Al-Tuwayan at the Conference.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام رسول الله الأمين محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أصحاب المعالي والسعادة، ، السادة ممثلي المنظمات والهيئات الحقوقية، وممثلي المنظمات الانسانية والإغاثية، الإخوة الزملاء المحامين، أيها الحضور الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

نشكر لكم ابتداءً حضوركم من أجل إحقاق الحق ورفع الظلم، وتكبدكم مشاق السفر من أجل قضية عادلة، فنسأل الله يجزل لكم الأجر والمثوبة، و أن يوفقنا وإياكم لنصرة المظلومين في كل مكان، كما نشكر دولة تركيا المضيافة على ترحيبها بإقامة المؤتمر.

أيها الجمع الكريم:
نجتمع بكم اليوم نحن في الهيئة الإسلامية العالمية للمحامين التابعة لرابطة العالم الإسلامي لنقف جميعاً وقفة حقٍ وصدقٍ وعدلْ ، انطلاقاً من واجبنا التخصصي المهني تجاه الإخوة اليمنيين الأباة الصابرين، الذي انتهكت حرماته بالقتل و التدمير والهدم والتهجير من قبلِ ثلّةٍ متمردة على الشرعية تسعى لخلق الفوضى والدمار من أجل مصالح شخصية رخيصة وضيقة وتدخلات ومطامع خفية، من أجلها باعت وطنها وكل ذلك على حساب أمن اليمن ورفعة إنسانها، وحقّه في أن ينعم بالأمن و الاستقرار والسلام والرفاه، فكان لا بد لنا من وقفة صادقة قوية ومؤثّرة نسعى فيها لنصرة الإخوة في اليمن من خلال تخصصنا القانوني، مستعينين بالله عز وجل وبجهودكم المباركة ، لا سيّما وفيكم من علماء القانون الدولي والمحامين وأصحاب الخبرات في القضايا الدولية، لنقول كلمة الحق التي أقسمنا على المحافظة عليها بموجب شرف المهنة، و عاهدنا أنفسنا على صيانتها ونصرة الحق حيث كان ومع من كان.
إجتمعن بكم لنقف وقفة عملية فاعلة ، لا مجرد أقوال عابرة، ومناقشات تمحوها الأيام ، بل قول يتبعه عمل وجد واجتهاد، واضعين نصب أعيننا عدالة القضية وحق الإخوة في اليمن علينا وواجبنا في نصرته وإغاثته والوقوف بجانبه وذلك دين علينا واجب الأداء.
لقد ظل المارقون على الشرعية والقانون من مليشيات الحوثي وصالح ، ومن ورائهم ممن يساندونهم ويؤازرونهم في السر و العلن، يمارسون أسوأ الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وعلى مرأى ومسمع من العالم بأسره ضاربين بالقيم العدلية عرض الحائط ومعظم ضحاياهم من المدنيين الأبرياء من النساء و الأطفال و الضعفاء الذين ضاقت بهم الأرض بما رحبت.
أما المجتمع الدولي ـ وكما عوّدنا ـ لم يكن على قدر المسئولية، ويتعامل مع الأمور بانتقائية وبمعايير متباينة، وكان الأحرى أن يهب الجميع لنصرة ونجدة الإخوة اليمنيين و الوقوف مع خياره وحقه في اختيار من يقوده، و وقوفاً إلى جانب الشرعية والقانون.
وإننا من هذا المنبر لنبدي اعتزازنا وافتخارنا ومساندتنا لكل من تداعى لنصرة الإخوة في اليمن، تلبيةً لنداء الواجب ونداء الحق والعدل، ولسان حالنا يقول : رعى الله من عمَّ البريَّة عدلُه فأُنْصف مظْلوماً وآوى خائفُ.
فالشكر موصول لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ، والشكر موصول كذلك لقوة التحالف العربي التي دوّت عاصفتها حزماً للظلم، ومدت يدها تبني جسوراً من الأمل لإعادة اليمن كما كان وأفضل بإذن الله.

ولا زلنا نذكِّر في كل محفل بعظمة ورفعة القيم السامية التي جاء بها الدين الإسلامي والتي تطابقت مع ما جاءت به الأديان السماوية والأحكام الربانية التي تهذب السلوك البشري وتمنع الإنسان من ظلم أخيه الإنسان و تدعو إلى العدل و المساواة بين الناس جميعاً يقول الله عز وجل في كتابه العزيز ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ) ، ولعل هذه المبادئ هي الأساس الذي استمدت القوانين والمعاهدات و الأعراف الدولية مبادئها منها، فجميع الناس سواسية ومن حقهم أن ينعموا بالأمن والسلام و الاستقرار ، و من حقهم أن يعيشوا أحراراً في اطار القوانين ودون أن يمدّوا أيديهم بالأذى والظلم للغير، فالظلم لا يولد سوى الكراهية و الرغبة في التشفّي والإنتقام و العنف لا يولّد إلا الدمار و الخراب.
أيها الجمع الكريم، الإخوة المشاركون في فعاليات هذا المؤتمر:
إنّ ثقتنا بكم كبيرة ، ونأمل أن يكون مؤتمركم هذا مؤتمراً عملياً تخصصياً ناجحاً يسهم في تخفيف معاناة المظلومين من الإخوة اليمنيين الصابرين، و أن تكون نتائجه وتوصياته على قدر الأحداث والجرائم و المظالم التي ترتكب في اليمن، ونتطلع أن تكون ورقات العمل المقدّمة والمناقشات والمداخلات فعّالة وثرّة وقوية وعملية وتخصصية، تضع الأمور في نصابها الصحيح وتمهد السبيل لملاحقة المجرمين ونيل عقابهم الذي يستحقون، و ليعلم كل ظالم أنه لا بد أن يلاقي نتاج ما جنت يداه إن عاجلاً أو آجلاً.
وإننا في الهيئة الإسلامية العالمية للمحامين وفي سبيل سعينا لنصرة المظلومين في اليمن وتحقيق العدل والإنصاف وملاحقة المجرمين، سنعمل ـ بإذن الله ـ بكل ما لدينا من امكانيات على إنشاء قنوات تنفيذية لنتائج وتوصيات هذا المؤتمر.
و ندعو الجميع لإثراء هذا المؤتمر بكافة الوسائل المتاحة وسيكون بإذن الله هناك قنوات تفاعلية من خلال مواقع التواصل الإجتماعي لإتاحة الفرصة للجميع للمشاركة في فعاليات المؤتمر من خلال المناقشات و المداخلات وطرح الأسئلة و الأفكار و المقترحات.

في الختام أتوجّه برسالة للشعب اليمني العربي المسلم ، أن اصبروا وصابروا ورابطوا، إن الله مع الصابرين ، ونتوجه لكم بتحية إعزاز وتقدير وفخر لصمودكم أمام المستبدين الظالمين ، و بإذن الله سيعود اليمن سعيداً أخضراً كما كان، و إن الباطل الى زوال وسيلقى كل مجرم عقابه إن عاجلاً أو آجل.
كما أتوجه بالشكر لفخامة الريس اليمني عبد ربه منصور هادي على تبنيه لمؤتمركم هذا ورعايته لما سيتمخض من توصيات ونتائج تثمر بإذن الله خيراً على اليمن وأهلها الأكارم.
وأكرر شكري لكم جميعاً لمشاركتكم في هذا المؤتمر و الشكر كذلك موصول لكل من يساهم في نجاحه كما نتوجّه بالشكر لمعالي الوزير عز الدين الأصبحي وزير حقوق الإنسان اليمني الذي يشاركنا في هذا المؤتمر وجميع الإخوة اليمني من أعضاء البرلمان والمحامين والمهتمين بحقوق الانسان، و نسأل الله التوفيق والسداد.
، و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.

#‏القانون الدولي و تطبيقاته لتعزيز الشرعية واستعادة الحقوق في اليمن

بواسطة : admin
 0  0  1.9K
التعليقات ( 0 )